من تاريخ مصر..نهاية الأسرة الرابعة(عودة ست)(8)

هناك عند مصطبة الأهرام بالجيزة حيث تمتد صحراء لا نهائية ترتفع عن أرض الوادي هرباً من الفيضان
الفيضان الذي كان يعم البلاد كل عام تقريباً فتصبغ أراضيه بطميه خصبة فيتجدد شباب الأرض وتصبح في شباب دائم وصلنا إلى الهضبة حيث كان العمال المصريون يعملون بجد يحملون الصخور الضخمة
لتوضع على عوارض افقية وثم تسحب إلى أعلى الهضبة مجهود شاق لعمل عظيم
كاي انظر؟ ست ؟هناك اهه؟
ارتفع صوتي
فقاطعني كاي
مهلاً مهلاً أخفضي صوتك كي لا يرانا أحد
تملكتني الفرحة لرؤيته تملكتني عواطفي فحجبت عقلي
تذكرت مقولة الحكيم
أصعب شيء في الكون
أن تطلب من فتاة أو امرأة
أن تحكم مشاعرها
لتفسح مجال لعقلها
العاطفة دائمة تغلبها
لذلك هي الأم
الأم رمز لكل إحساس راق
حسناً
بعض الثبات ؟لأفكر جيداً
كيف سنخلصه من بين كل هؤلاء البشر
هؤلاء الحراس الذين يملؤون المكان
ما العمل يا كاي؟
أقول لك

نحن نروح لأقرب مكان لست
الناحية الثانية
ومن هناك
تحاول تتسلل لأنك أصغر حجماً مني
وتقوم بقطع الحبل الذي يربط العوارض ببعض
واترك لي الباقي
قام كاي بدوره بنجاح
قطع الحبل
فاختلت العوارض
ففقدوا السيطرة على الحجر
فتحرك لأسفل
محدثاً هرجاً كبيرًا
تباعد العمال واختلطوا بالحراس
محاولين السيطرة على الحجر
تسللت أثناء تلك الضجة
وانتشلت ست من وسط الزحام
كان مرهقاً
دامي القدمين
فحملته بين ذراعي
مرحباً بك مرة أخرى
انطلقت بقوة بعيداً عن المكان
من قال أن قدمي مصابة
أنا لا أشعر بشيء
أنا أشعر بست معي مرة أخرى
لحق بنا كاي
كان علينا الفرار
إلى أبعد مكان على أرض مصر
حتى لا يدركنا الجنود
حتى لا أفقد ست مرة أخرى
ست
عجيب جداً أمر هؤلاء الأطفال
في لحظات سكونهم
كأنهم ملائكة هبطوا من السماء
وفي لحظات شقاوتهم
يا الله
شياطين جهنم

أخذنا كاي إلى كهف بعيد
نستطيع منه أن ندرك النيل
والوادي من أسفلنا
لا أعلم كم من الوقت مضى
ولا كم مشينا
فقط قلبي يرقص فرحاً لعودة ست
انظر إليه
مازال نائماً
بوجهه البريء
تلونه أشعة شمس الوادي
كم أنت جميل يا ست
أيها المصري الصغير
لم أستطع النوم
رغم إرهاقي
فلم أعتد أبداً النوم في كهوف قبل ذلك
عذراً
فقد أتيت من القرن الحادي والعشرين
كان كاي قد أحضر لي بعض البرديات
تذكرت طفولتي
فقد عشقت دوماً ورق البردي
وأتذكر عندما كنت أرسم عليه وأنا صغيرة
تقليدا لخالي
مثلي الأعلى
فمنه تعلمت حب العمارة
تحية لك خالي النبيل

نقوش دقيقة تحملها البردية
ألوان زاهية تزين عناصرها
تتحدث البردية عن موت الملك خوفو
وبدء الصراعات على الخلافة،نتج عنها أن خلفه (ددف رع) ولم يبق في الحكم إلا مدة بسيطة وهدم هرمه في محاولة لمحو ذكرياته.
عجباً
أستطيع قراءة اللغة القديمة
ولم لا
فهي قصة خيالية من البداية
بردية أخرى
يظهر فيها تولي أخيه (خفرع) الحكم بعد ذلك والذي استمر في الحكم مدة طويلة وإن لم نكن نعرف عنه الكثير في مدة حكمه هذه إلا أنه يكفيه الآثار التي تركها لنا،مثل الهرم الأوسط،وتمثال أبي الهول وتماثيل أخرى كثيرة
وخلف خفرع(منكاورع)الذي اشتهر بالعدالة والتقوى،ومن آثاره الهرم الثالث في الجيزة والتماثيل الجميلة وإتمام أعمال التعدين في سيناء
وهو آخر الملوك العظام في أسرته،فمعلوماتنا عن خلفائه ضئيلة
وتنتهي الأسرة الرابعة بطريقة غامضة ويبدو أن أزمة دينية تسببت في نهايتها نتيجة لزيادة قوة التأثير الديني في عين شمس ومحاولات السطو على السلطة الملكية ومحاولات للردع من آخر ملوك هذه الأسرة وهو (شب سس كاف)ثم كان النصر النهائي من نصيب كهنة إله الشمس.