":" لـــمــــاذا كـــانــــتـ صـــــــدفــــــه ":"

لماذا
لماذا حين ..يحين موعد أقترابي
من موقع سكنك .. أرجف..
وأبحث عنك.. بكل شيء
حتى بحبات الرمل المتناثرة
في الهواء..
ولكني لا أراك..
لا أجدك..
خبأك الزمن عني
خبأك..
مهما رميت حبك خلفي .. وقلت لحبك..:-
هذه هي نهاية.. لا رجعة لك بأعماقي
لكني أجد أنها البداية..
فقط البداية..
أجدك يا سيدي.. تزرع بداخلي
دمعة وصرخة..
تستصرخ باعماقي بكلمة..
لا
لا
لا
لا يمكن أن تنسى..
فأنسى النسيان..
وأرتاحي..
أنا جبتك بدمع عيني وبالآه
صحيح جمعتنا .. صدفة..
لكن .. هذه الصدفة..
لم تأخذ باعتبارها..
أنها ستسجن قلبي
بسجن انفرادي..
وتمنع مني الزيارة
وتمنعني من رؤية النهار
ماأقساك.. أين أنت..
ما أصلبك.. أين أنت..
أ يعقل.. أنك نسيت ومحيت
من مخيلتك .. وصورتي..
وعيني التي تغزلت بها..
وصوتي الذي ملأ ذاتك سرورا
وضحكاتي التي كانت تملي
عليك وتجعلك فوق السحب
عالياًً
أو تذكرما هي الكلمة التي كنت
تفعل المستحيل.. لأنطق بها على مسامعك..
لأنك تطرب لها ولحنها ..
آه آه .. كيف أنساك..
كيف أنسى ما قلت.. وقد أصبح تراثي
كيف أقسو على قلبي وأمنعه من أن يذكرك..
كيف أقسو على ذاكرتي وأجبرها .. على محو أثارك..
سيدي.. ليتني أستطيع..
ولكن هذا يعني ..هلاكي
ولا أقوى على هلاك ذاتي.. سيدي...
يا ليتك تقرأ حروفي هذه .. فهي عنك..
ولكن أين أنا منك...؟؟؟
ياليتك تسمع صرخات حبك بداخل هذا الجوف
ياليتك تدرك .. أن من أحبتك.. أحبتك فعلاً..
رغم أن عيني لا ترى غير هذه الصحراء القاحلة
أمامها الآن .. ألا أني أعرف أنك تسكن
هناك بتلك الزاوية ..
التي لم أجد مرشد يستدل على موقعك
من آثارك .. ثم يأخذ قلبي
إلى ذاك المنزل الذي يحتويك..
او لا تظن أني سأعلم دون أن الأستعانة
بأي دليل..
ولكنك هل كنت صادق عندما اخبرتني
أنك تسكن هنا .. لأني وأنا أقف بين وأمام
تلك المنازل ..
لا اشعر بوجودك فيها..
أأهجرتها هي أيضاً..
أأتتخيل أنك هنا ولا أشعر بك
أأتتخيل انك هنا ولا أراك...
أأأتتخيل أنك هنا ولا أجدك ..
أأتتخيل أنك هنا ولكن السواد يحيطك.. فلا أراك..
أأتتخيل أنك هنا .. وأنا مع غيرك هناك..
يا ألهي .. لا أقدر على أن أتخيل..
وجودي مع غيرك..
الله يأخذ عمري قبل هذا اليوم..
ففيه ستغتصب الدنيا..
ويتحول كل شيء فيها إلى رماد..
وبعدها لن يسكن الأرض أحد..
ولن تعمر.. بعد أن هدم
وأنهار ..
أغلى ما فيها..
وتالله أني لا أقدر ولا أطيق..
لم أعد أتحمل كل هذا..

هيا عد وأرحني..
انتهت حياتي بغيابك.. وليتك أكتفيت.. بالغياب..
انما قطعت علي كل دروب وحبال الوصال..
وأنت تعلم أني لا أريد شيئاً حتى وانا بأقصى مدن..
التحريم.. وبهذا السجن..
ألا أن أعرف حالك ,, من بعدي..
كيف حالك وأنا بأعماقك أم نفيتني من هناك أيضاً..
أم محرم عليك حتى ذكري..
أما زلت تكتب عني ولي .. أم هجرت الكتابة..
أم اصبحت الجندي المجهول بكل كتاباتك..
يا اصفى سما مرت على أرضي..
يا أرق قلب حن علي..
يا أوفى روح سمت في دنياي..
أحبك
أحبك
أحبك..
دون قيود وشروط
دون طلبات
حتى دون وجود
حتى وأن كنت المستحيل
أحبك
يا أيها المستحيل
مع تحياتي